الرابع: التركيب من الهيولي والصورة كالخاتم، والهيولى: هي مصدر الأشياء التي تتكون منها الأشياء، فالمثال الذي ذكره هنا أن الخاتم هيولاه الفضة وصورته معروفة، تشكلت المادة أو المصدر بشكل خاتم، فمثلاً المكرفون ألمنيوم، والألمنيوم مادة هيولى تشكل بشكل مكرفون، هذا الشكل يسمى صورة، هذا هو الفرق بين الهيولى والصورة، مثال آخر الخشب والكرسي: الخشب كشيء وهمي متخيل في الذهن، هذا هو الهيولى والأخشاب المتعينة هيولى، والكرسي والباب أو أي شيء في الخارج نراه هذا يسمى صورة الهيولى أو المصدر، وهذا تجدونه كثيراً في كتب العقائد.
وقال أهل الكلام: إن الجسم يكون مركباً من الجواهر المفردة، ولهم كلام في ذلك يطول ولا فائدة فيه أبداً، وهو أنه هل يمكن التركيب من جزئين، من أربعة، من ستة، من ثمانية، من ستة عشر إِلَى آخر ذلك.
يقول المصنف: [وليس هذا التركيب لازماً لثبوت صفاته تَعَالَى وعلوه عَلَى خلقه] فنحن نعرض هذا الكلام في التركيب عَلَى الكتاب والسنة، هل هذا التركيب جَاءَ في الكتاب والسنة، من قرأ آية أو سمع حديثاً هكذا؟ لا يوجد قطعاً.
إذاً: هذا المعنى من معاني التركيب باطل ولا يثبت لله عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يقول المصنف: [والحق أن الجسم غير مركب من هذه الأشياء وإنما قولهم مجرد دعوى وهذا مبسوط في موضعه] فتكلم في قضية لا نريد الخوض فيها.